كان اليوم ككافة الايام التى انعم الله بها علينا جميلا مرتبا وكل شئ على ما يرام ولكن الجو كان شديد الحرارة فى شهر يوليو وانا لست من انصار استخدام التكييفات واثناء وقوفى فى المطبخ اعد كوبا ورديا من الشاى لاحظت ان شيش الشباك نصفه مغلق ففتحت الشباك المغطى بالسلك لنمع الناموس والحشرات من الدخول الى الشقة ثم فتحت الشباك الزجاجى ثم مددت يدى لكى افتح الشيش المغلق وفجأة وبدون مقدمات قفز هذا الفيروس الخطير الى داخل المطبخ انه فأر لعين انتهز الفرصة وقفز الى داخل الشقة وهذا ليس غريبا على هذا الحيوان الرهيب الذى لديه قدرة عجيبة على اتخاذ القرارات والتغذية العكسية واتخاذ القرارات المصححة فى لحظات .
وعلى ذكر الفئران يروى ان المرشد الاعلى للفئران مهدى يزدى فيرانى كروبى جمع الفئران وقال لهم يالله ياولاد الكلب نهاجر من البلد فقالوا له ليه ياشيخ فقال لانهم يحملون الجمال بطيخ فقالوا له واحنا مالنا احنا فئران فقال لهم حلنى على ما تثبت ان انت فأر يكنوا كسروا وسطك من شيل البطيخ .
وفى طرفة اخرى ان القرد والفأر ذهبا الى ملك الغابة الاسد وقالوا له نريد ان نتزوج فقال لهم انتم تاخرتم كثيرا والعرايس خلصوا على العموم القرد يتزوج الزرافة والفأر يتزوج ام 44 رجل فوافقا وفى اليوم التالى ذهب الاسد لزيارتهم فقال ايه اخبار الزواج ياعرسان فقال القرد الزواج متعب يامولانا مشاوير اروح ابوس وارجع .. وقال الفأر لم اعمل شئ يامولانا كلما امسكت بالرجلين قالت مش هما دول .
نعود الى موضوعنا..
وفى لحظات دخلنا فى حرب حقيقية لطرد هذا الحيوان الخطير وما يسببه من امراض ومشاكل وتمزيق للاشياء ومما زاد الطين بله ان الفأر ما ان قفز الى داخل الشقة حتى وقع فى غرام الشقة وقرر الا يتركها ابدا فهذا بالنسبة له نمو طبيعى كما يفعل السيد ليبرمان فى الاراضى العربية ومن حق الفأر ان يوسع على نفسه .
وكان القرار الاول الذى اتخذته هو تحديد ارض المعركة فسارعت الى اتخاذ قرار باقفال باب المطبخ حتى لا اسمح لهذا الغازى ان يتوسع وفقا لنظرية ليبرمان نتنياهو فى النمو الطبيعى ثم بدأت فى تشغيل جهاز طرد الفئران الكهربائى ولكن يبدو ان الجهاز لم يؤثر على اصرار الفأر المعتدى على عدم مغادرة الشقة ولو على جثته بل انه كان ينتشى كما لو كان يستمع الى احدى مقطوعات موسيقى الجاز ويبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء الى القضاء .ثم جهزت له مصيدة الفئران بها قطعة من اللحم حتى اغريه بالدخول اليها فتقفل عليه واحكمت اغلاق باب المطبخ وامضيت ليلة كاملة اتابع تاثير الموجه الاولى من هجومى على الفار لعله ينهزم .
وفى الصباح تبين ان الفأر قرر دخول المعركة ولن يغادر الشقة ولو على جثته ولم يتاثر بجهاز طرد الفئران كما انه لم يقترب من المصيدة وانه يتحين الفرصة حتى يدخل الى حجرة المعيشة ثم يتوه فيها بين دولاب الملابس وتحت السرير وباقى مكونات الغرفة ولو فعل ذلك لاصبحت المعركة معه فى غاية الصعوبة ولم اكن اسمح له بذلك فقد كنت احكم غلق باب المطبخ تماما لمنعه من ذلك وفى غرفة العمليات الحربية قررت الدخول الى المرحلة الثانية من الحرب فاخذت ابحث عن صديقى القط الذى كان يزورنا بين الحين والاخر ليحاول ان يتصيد اى فار يتمتع بلحمه الشهى الا انه منذ ان دخل القطاع الخاص فى التنمية حتى اصبح القط يفضل لحم الفيران المجهز على شكل لانشون والذى يستورده القطاع الخاص ليبيعوه للشعب ومنذ ذلك الحين اصبح القطط غير مهتمين يصيد الفئران ثم نصحنى اخرون بوضع سم للفار ولكنى وجدت ان هذه الوسيلة لا تخلوا من خطورة كل هذا وانا اخطط فى غرفة عملياتى والفأريخطط للحرب من المطبخ.
وكان لابد من الانتقال بالمعركة الى المعركة الفاصلة وتتلخص فى :
- اخلاء المطبخ و الصالة من جميع ما بها من اثاث وادخاله الى باقى الغرف
- اغلاق ابواب جميع الغرف اثناء المعركة وكذلك W.C. والبلكونات
- ترك باب الشقة مفتوحا باعتبارة المسار الوحيد المتاح امام الفأر عند طردة من المطبخ
- وبعد ان تم تجهيز وتحديد ارض المعركة دخلت الى المطبخ اهاجم الفار الذى قفز الى خارج المطبخ ثم حاول الدخول احدى الغرف او دورة المياه فوجدها مغلقة وجميع ابواب البلكونات مغلقة وتحت ضغط الهجوم عليه بالعصى لم يجد امامه سوى باب الشقة المنفذ الوحيد له فقفز خارجا من الشقة لينجو بجلده من الموت ضربا معترفا بالهزيمة.
- الا انه ترك الشقة فى حالة يرثى لها ولابد ان امضى باقى اليوم فى ازالة اثار العدوان واعادة كل شئ الى مكانه.
هذه قصة عادية حقبقبة تحدث فى كل بيت ولكن لها مغزى كبير هو تزويد الله سبحانه لهذا الحيوان بالروح وهو نظام شامل للتصرف الذاتى ما يجعله يتخذ القرارات والتغذية العكسية واتخاذ القرارات المصححه بما يتلاءم مع اهدافه
وهذا هو ما يهدف اليه NMS من تزويد الجهاز بالروح كما سبق ان شرحنا بحيث يكون قادرا على التصرف الذاتى المستمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق