الشرق الاوسط الجديد : تصحيح المعادلةمقدمة:
عندما كنا ندرس العلوم السياسية فى الجامعة كان سؤال الامتحان فى مادة العلاقات السياسية الدولية هو سؤال واحد يقول " تعتبر القوة هى المحرك الرئيسى للعلاقات السياسية الدولية - اشرح"
وكانت الاجابه على هذا السؤال تتطلب استعراض كل ما درسنا فى مادة العلاقات السياسية الدولية
والحقيقة ان هذا السؤال يصيب جزء كبير من الحقيقة والمتعلق بميزان القوى فاذا اختل ميزان القوى على مستوى العالم او المستوى الاقليمى تتحرك القوى للوصول الى وضع توازنى جديد وتنموا الامراض الامبراطورية من جانب القوى التى مال فى صالحها ميزان القوى على حساب باقى الدول
الشرق الاوسط الجديد وتصحيح المعادلة:
- ان المعادلات التى تحكم الشرق الاوسط حاليا :
المعادلة الاولى : الولايات المتحدة + اسرائيل شريك استراتيجى وحيد + تركيا حليف + كتلة الاعتدال العربى حليف
وتتكون كتلة الاعتدال العربى من مصر والسعودية ودول الخليج والاردن وبعض الدول العربية الاخرى
المعادلة الثانية : روسيا + ايران + سوريا + حزب الله + حماس + السودان+ قطر
تحليل المعادلات :
تحليل المعادلة الاولى:
- اللاعب الرئيسى فى المعادلة الاولى هو الولايات المتحدة الامريكية
- الحليف الاستراتيجى الوحيد هو اسرائيل وكنتيجة لذلك ضمنت اسرائيل الحماية الكاملة سياسيا واقتصاديا وعسكريا واصبحت اسرائيل بحكم هذا التحالف القوة النووية الوحيدة فى الشرق الاوسط حاليا وتمنع امريكا والغرب ان تقوم اى قوة نووية اخرى فى المنطقة وهذا بالطبع ليس عدلا كما منع الغرب وكالة الطاقة الذرية من مجرد الاقتراب من الترسانه النووية الاسرائيلية وهذا اخل بميزان القوى لصالح اسرائيل مما جعلها تتوسع فى الاراضى العربية تحت حماية الغرب
تحليل المعادلة الثانية:
- اللاعب الرئيسى فى المعادلة الثانية هو روسيا كقوة عظمى
- تسيطر روسيا على ايران من خلال التعاون التكنولوجى الذى تمد به روسيا ايران وهو تعاون محسوب لاستخدام ايران التى هى مجرد حليف وليس حليف استراتيجى لروسيا تستخدمه روسيا كاحد اوراق التوازن مع امريكا فى ميزان القوى الاقليمى فى الشرق الاوسط
- ايران تمد اصابعها فى الشرق الاوسط عن طريق التعاون مع سوريا والتحالف معها ومع باقى المعادلة بغرض الامساك بملف القضية الفلسطينية عن طريق تقوية حماس ومدها بالسلاح لتكون ندا للدولة الفلسطينية وتقوية حزب الله ليكون ندا للجيش اللبنانى ويالتالى الامساك بالقضية اللبنانية والقضية السورية كاوراق ضغط على الولايات المتحدة الامريكية فى سبيل اجازة مشروعها النووى والاعتراف بها كقوة اقليمية تتقاسم مع امريكا واسرائيل الشرق الاوسط وتهميش العالم العربى
- سوريا تستخدم نفس المعادلة للضغط على امريكا واسرائيل للحصول على استعادة الجولان
- حماس عن طريق هذه المعادلة حققت اول حلم لها كطليعة للاخوان المسلمين باقامة اول نواة لامارة اسلامية فى غزة والبقية تاتى
- حزب الله مرتبط ارتباطا عقائديا مع ايران من خلال ولاية الفقيه التى تجعل حزب الله يتلقى الاوامر من ايران وليس من بلده لبنان كما ان هذه المعادلة حققت دورا شيعيا لايران فى لبنان تمهيدا لالتهام لبنان فى اقرب فرصة
- ان قيام ايران بالمشاركة مع اسرائيل فى تصفية اكثر من 1500 عالم نووى عراقى بعد الحرب الاخيرة فى العراق
- وتهديد ايران للبحرين بانها المحافظة ال14 لايران
- واستيلاء ايران على جزر طمب الصغرى وطمب الكبرى وابو موسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة
- وتدخل ايران بنشر المذهب الشيعى فى المغرب مما ادى الى قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع ايران مؤخرا
- كما ان الدور المشبوه الذى تقوم به حركة الاخوان المسلمين فى ضرب استقرار الكويت من خلال الاستجوابات المتواصلة لرئيس الوزراء ومعارضة الاخوان المسامين فى كل الدول العربية والاسلامية السياسات المعتدلة ومحاولة جر الدول المعتدلة الى حروب بهدف تدمير قوتها حتى تقفز على السلطة
- وانا لااعرف اذا كان السودان مظهر من مظاهر الاخوان المسلمين بعدم فهمه للنظام الدولى العام وتحجره واتخاذه خطوات غير مسئوله مثل اعلان البشير ان محكمة الجنايات الدولية ومن وراءها تحت الجزمة
تصحيح المعادلات فى الشرق الاوسط الجديد:
- فى ظل المعادلات السابقة يجرى العمل على بناء شرق اوسط جديد
- من خلال ظهور ادارة برئاسة الرئيس اوباما عاقلة فى امريكا تؤمن بالحوار وتقبل الاخر وتريد اقامة سلام شامل فى الشرق الاوسط على اساس المبادرة العربية
- وتجرى الانشطة على قدم وساق لتاهيل الدول بالشرق الاوسط لذلك واولها تاهيل سوريا باعادتها الى محيطها العربى وضمها الى محور الاعتدال وفى هذا الخصوص تمت الاتصالات الامريكية والغربية معها وتم مؤتمر القمة الرباعى الذى جرى فى السعودية لنفس الغرض
- والمحاولات تجرى على قدم وساق لتاهيل ايران وحماس وحزب الله والاتفاق بين روسيا وامريكا فى منطقةالشرق الاوسط
- ولكنى اقول ان التمنيات وحدها لا تصنع النتائج بل لابد من تصحيح الاختلالات فى ميزان القوى فى الشرق الاوسط والتى تشمل تصحيح الاختلال بين اسرائيل والعالم العربى وخاصة فى المجال النووى والفضاء والتكنولوجيا والتسليح وتصحيح الخلل بين اسرائيل وايران من ناحية اخرى وتصحيح الخلل الذى احدثته روسيا لصالح ايران بين العالم العربى وبين ايران لان التفاوض على ارضية ميزان قوى متوازن هو الذى ينهى المشاكل وما دون ذلك تبقى مجرد تمنيات او احلام يقظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق